الثلاثاء، 27 أبريل 2010

إعترافات الذبح 7 ) مؤامرة قتل الأسود العنسي


أعترف أنني أمرت بقتل منافسي القوي مدعي النبوة اليمني الأسود العنسي عبهلة بن كعب بن غوث الذي أخرج عمالي من اليمن وملك عليها كلها نجران والطائف وصنعاء وحضرموت ، وهرب الجبناء معاذ بن جبل وأبو موسي الأشعري وخالد بن سعيد بن العاص . وقد هابه الكثيرين لقوته الشديدة وادعائه للوحي مثلي ! . بعثت كتاب إلي قائد جيشه فيروز الديلمي ـ وهو أحد أتباعي ـ بأن يقتله بأي طريقة يراها مناسبة ، فأختار فيروز الغدر سبيلا لقتله ويعاونه فى ذلك قيس بن مشكوح البجلي ـ كان الأسود قد سبي أختا له ـ وداذويه الفارسي بالإضافة إلي إزاد زوجة الأسود العنسي نفسه وابنة عم فيروز الديلمي والزوجة السابقة لشهبر بن باذام المتولي علي صنعاء و الذي قتله الأسود التي لولاها ما كانت المؤامرة لتنجح فهي التي اختارت الوقت المناسب وجعلت فيروز وقيس وداذويه ينقبان البيت من الخلف بعد أن نقبّه فيروز من الداخل أولا وهرب بمساعدتها بعد كشفه من قبل الأسود ، فكان لابد للمؤامرة أن تكتمل فى نفس الليلة وهذا ما حدث فبعد أن سقت إزاد الأسود الخمر جعلت أصحابها يدخلون عليه أثناء نومه فضربوه بالسيوف وحزوا رأسه واثناء ذلك خار الأسود خوارا أشد من الثور الذي يذبح فأتي الحرس ليستفسروا فخرجت لهم إزاد وقالت لهم إن النبي يوحي له ! فانصرف الحرس تاركين النبي لشأنه مع الوحي . وقد جائني الخبر من أحد أتباعي سرا ولكني أذعت أن السماء هي التي أوحت لي بأن الأسود قد قُتل فقلت لأتباعي : " قُتل العنسي البارحة ، قتله رجل مبارك هو فيروز "

ــــــــــــــــــــــــــــــ

البداية والنهاية ابن كثير

تاريخ ابن خلدون الفصل الأول

شذرات الذهب ، ابن عماد الحنبلي

الخميس، 22 أبريل 2010

إعترافات الذبح 6 ) قتل خالد بن سفيان بن نبيح الهُذلي

أعترف أنني أرسلت عبد الله بن أنيس لقتل خالد بن سفيان بن نبيح فقد علمت انه يفكر فى جمع رجال لغزو المدينة من أجل قتلي ، وطبعا لن أترك له مجالا للتنفيذ . طلب مني عبد الله بن أنيس أن أسمح له بالكذب ( رجل يذهب للقتل ويخشي من مغبة الكذب ، أعتدت علي هذه التفاهات من أفراد عصابتي ! ) وطبعا أذنت له و قلت له أن ينسب نفسه إلي خزاعة . سألني عبد الله سؤال فى غاية الغباء : كيف سيعرف خالد بن نبيح ؟ ! رجل أخباره وصلت حتي المدينة وهو يجمع الرجال من كل القبائل لقتلي بالتأكيد أصبح أشهر من نارا علي علم ، ولكن كان لابد لي من أن أجيب عبدالله جوابا مراوغا يليق بـ " رسول الله " قلت الله أنه سيذكر الشيطان حينما يراه . أي مسلم بالتأكيد سيذكر الشيطان حينما يقابل من يخطط لقتلي ! وقلت له أيضا أنه سيشعر بقشعريرة لمرآه وقد كان عبدالله مكابرا يدّعي أنه لا يخشي أحدا وقد كنت أعلم أن بن سفيان مقاتلا قويا شجاعا مما سيجعل مرآه مخيفا لمن ينوي به غدرا ، وقد كان . وصل عبد الله إلي عرنة حيث يقيم بن سفيان وحينما دنا منه وجده يجمع الرجال بالفعل وسأله بن سفيان : " من ؟ " أجاب عبد الله : " رجل من خزاعة سمعت بجمعك لمحمد فجئتك لأكون معك " قال : " أجل إني لفي الجمع له " ثم أخذ يتودد له بالشتم فيًّ : " عجبا لما أحدث محمد من هذا الدين المحدث فارق الأباء وسفه أحلامهم " قال بن سفيان " لم يلق محمد أحدا يشبهني " ياللغرور ! تبعه عبد الله حتي تفرق أصحابه و دخل خيمته وقال : هلم يا أخا خزاعة " فدخل عبد الله معه وأمر بن سفيان جاريته أن تحلب فحلبتْ وأتت لهم فشرب عبد الله قليلا وأعطي بن سيفان الذي عب كثيرا ثم راح في غفوة وهنا أتت الفرصة إلي عبد الله الذي أخرج سيفه وضرب عنق بن سيفان ثم جذ رأسه واخذها معه هاربا تاركا النسوة نائحات يطلبن الغوث . وعندما أتاني عبد الله رايت علي وجهه علائم الفخر والإنتصار فقلت : " أفلح الوجه " رد : " أفلح وجهك يا رسول الله " ثم وضع رأس بن سفيان بين يديًّ ثم بدأ يحكي قصة هروبه الخرافية التي نسجها علي منوال كذبتي حول الغار الذي إختبأت فيه مع أبو بكر عند هروبي من قريش ! حكي نفس قصة العنكبوت الذي نسج حول باب الغار الذي إختبأ به من طالبيه الذين يريدون أخذ ثأر بن سفيان . ياللبؤس ! حتي فى الكذب هناك فقر فى الخيال ؟ ألا يعرف كيف يخترع قصة جديدة ليجعلها مأثرة ذاتية ؟ أم أن الجميع يقلدونني حتي فى كذبي ؟ ولكنني سخرت منه سخرية شديدة لم يفهمها الغبي بأن أعطيته عصا وقلت له أن يحتفظ بها حتي مماته ليتخصر بها فى الجنة هههههههههههههه !

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المغازي ، الواقدي

الدلائل ، الحافظ البيهقي

البداية والنهاية ، ابن كثر

الأحد، 18 أبريل 2010

إعترافات الذبح 5 ـ قتل أبي رافع بن أبي الحقيق اليهودي

أعترف أنني أمرت بقتل أبي رافع بن أبي الحقيق اليهودي المتحصن بخيبر ليس لخطره أو لأنه أذاني كما أشعت بين أتباعي وإنما لأن الأوس أفتخرت كثيرا بقتل كعب بن الأشرف

مما جعل رجال الخزرج يشعرون بالغيرة وهذا يضر بالتوازن المطلوب كي لا تفلت الأمور من بين يديُّ ، فأمرت رجال الخزرج بإرسال سرية لقتل اليهودي بقيادة عبد الله بن عتيك ومعه مسعود بن سنان وعبد الله ابن انيس وابو قتادة الحارث بن ربعي وخزاعي بن اسود وهم جميعا من بني سلمي .

ذهبوا إلي خيبر وكانت الشمس قد غابت فقال عبد الله بن عتيك لأصحابه : " امكثوا انتم هنا حتي انطلق أنا " وذهب يتلطف ليدخل الحصن فإذا القوم قد فقدوا حمارا فبحث معهم عنه مغطيا وجهه ، ثم نادي صاحب الباب : " من يريدأن يدخل فليدخل قبل أن أغلق " فدخل وأختبئ في مربط حمار عند باب الحصن ورأي صاحب الباب وهو يضع المفاتيح فى كوة . فلما هدأت الأصوات ولم يسمع حركة خرج الجبان من مكمنه فأخذ المفاتيح وفتح الباب وأدخل أصحابه الذين قاموا بغلق بيوت الناس عليهم حتي إذا إستغاث أبي رافع لا يستطيع أحد أن يغيثه ، وصعدوا إلي أبي رافع في سلم فإذا البيت ظلمة ولم يدروا أين الرجل فقال بن عتيك : " يا أبا رافع " فقال اليهودي : " من هذا " فتوجه عبد الله بن عتيك نحو الصوت وضربه فصاح أبو رافع ولكن الضربة لم تقضي عليه ، فلجأ الجبان إلي حيلة أخري بأن خرج ثم دخل وكأنه مغيث مغيرا صوته وقائلا : " مالك يا أبا رافع ؟ " فقال أبو رافع : " ألا أعجبك ؟ لأمك الويل دخل عليَّ رجل فضربني بالسيف " فوضع سيفه عليه وتحامل عليه حتي نفذ من ظهر أبي رافع ، ثم ولوا هاربين نازلين السلم مسرعين وخائفين فوقع عبد الله بن عتيك فانثنت رجله ولكنه تحامل عليأصحابه وخرج وأصر علي أن لا يبرح حتي يسمع الناعية . ونحو الفجر صعد رجل فوق السور ينعي أبا رافع . رجعوا إليَّ وكان عبد الله يحجل وهو يمشي

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الطبقات الكبري ، ابن سعد

تاريخ الطبري

المغازي ، الواقدي

السيرة النبوية ، ابن هشام

الأحد، 11 أبريل 2010

إعترافات الذبح 4 ) قتل الشاعر أبا عفك اليهودي

أعترف أنني أمرت بقتل أبي عفق الشاعر اليهودي من بني عمرو بن عوف الذي كان يهجوني كثيرا وهو شيخ أحمق طاعن ابن مائة وعشرين عاما ، كان يصلني هجاءه وتحريضه للناس عليّ وعلي دعوتي فيتملكني الغيظ من لسانه السليط خاصة فى حسده عليّ و حقده علي الغنائم التي أحرزتها يوم بدر حينما قال :

قد عشت حينا وما إن أرى من الناس دارا ولا مجمعا
أجم عقولا وآتى إلى
منيب سراعا إذا ما دعا

فسلبهم أمرهم راكب حراما حلالا لشتى معا

فلو كان بالملك صدقتم وبالنصر تابعتم تبعا

فقررت أن أضع حدا لذلك كي لا يحذو حذوه أحد ، فقلت أمام أتباعي الأغبياء : " من لي بهذا الخبيث " أعني أبا عفك ، أي من يذهب لقتله ، فقال سالم بن عمير وهو أحد البكائين من بني النجار وشهد بدرا : " عليّ أن أقتل أبا عفك أو أموت دونه " وكنت أظن أن سالم بن عمير سوف يذهب لقتله مباشرة خاصة أن أبا عفك شيخ طاعن لا يُخيف أحدا ، ولكن الجبان لم يُنفذ علي الفور وإنما إنتظر غفلة كي يأخذ روحه غدرا ، فلما كانت ليلة صيفية شديدة الحر نام أبو عفك بباحة منزله فى الفناء الخارجي وعندما علم سالم بذلك أخذ سيفه وتسلل فى جنح الليل بحذركاللصوص وأدخل سيفه فى بطن ضحيته وتحامل عليه حتي نفذ إلي الفراش ثم ولي هاربا عندما صاح أبو عفك صيحته الأخيرة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 ) السيرة الحلبية ، علي بن برهان الدين الحلبي

2 ) المغازي ، الواقدي

3 ) سيرة ابن هشام

4 ) عيون الأثر فى المغازى والسير ، ابن سيد الناس


الجمعة، 9 أبريل 2010

إعترافات الذبح 3 ـ قتل الشاعرة عصماء بنت مروان

أعترف أنني أمرت عمير بن عدي الخطمي بقتل عصماء بنت مروان من بني أمية بن زيد فقد كانت تهجوني كثيرا بشعرها وقد قالت تعيب الإسلام وأهله :


باست بني مالك والنبيت * وعوف وباست بني الخزرج
أطعتم أتاويَّ من غيركم * فلا من مراد ولا مذحج
ترجونه بعد قتل الرءوس * كما يرتجي مرق المنضج
ألا أنف يبتغي غرة * فيقطع من أمل المرتجي


فسألت أتباعي : " من يأخذ لي من ابنة مروان " ؟ فقال عمير بن عدي : " أنا يا رسول الله " وذهب إليها فى تلك الليلة ببيتها وكانت وسط نفر من أولادها نائمين جميعا فيما عدا وليد كانت ترضعه فأزاحه عمير عن صدرها وأدخل سيفه فيها من صدرها وضغط حتي نفذ من ظهرها . جائني عمير فى الصباح وقال لي : " يا رسول الله ، لقد قتلتها " فقلت له : " نصرت الله ورسوله يا عمير " ويبدو أنه كان يعاني من شعور بالذنب أو ربما تصديقه لكذبة " الله " جعله خائفا من العقاب ههههههه ! فسألني وهو يرتعد كالجبان : " هل عليّ شيء من شأنها يا رسول الله ؟ " فقلت كي أُطمئنه ـ هو وأي قاتل من عصابتي أرسله فى مهمة مثل هذه مستقبلا ـ : " لا ينتطح فيها عنزان "

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 ـ سيرة بن هشام

2 ـ الطبقات الكبري ، ابن سعد

3 ـ المنتظم فى التاريخ ، أبو الفرج الجوزي

4 ـ المغازي ، الواقدي

الأحد، 4 أبريل 2010

إعترافات الذبح 2 ـ مؤامرة قتل كعب بن الأشرف

أعترف بأنني أمرت بقتل الشاعر كعب بن الأشرف

الذي كان يهجوني ويهاجمني ويحرض علينا كما انه فى يوم بدر بكي قتلي قريش قائلا ان " بطن الأرض خير من ظهرها " (1) فقلت أمام أفراد عصابتي : " من لي بابن الأشرف ؟ " فقال محمد بن مسلمة أخو بني عبد الأشهل " أنا لك به يا رسول الله ، أنا أقتله " قلت له : " فأفعل " ولكن بن مسلمة عاد فطلب أن يعينه أخرون فى القتل وكذلك طلب مني أن أسمح لهم بالكذب فأجزت لهم ذلك ، فاجتمع فى قتله محمد بن مسلمة وسلكان بن سلامة بن وقش وهو أبو نائلة أحد بني عبد الأشهل وعباد بن بشر بن وقش والحارث بن أوس بن معاذ وأبو عبس بن جبر أحد بني حارثة (2 ) وقد ذهب إليه أولا سلكان بن سلامة وأخذ يشتم فيّ أمامه قائلا أن قدومي كان بلاء علي جميع العرب وأخذ يتكلم علي هذا النحو حتي أطمأن له كعب ثم أنشدوا الشعر معا ، وبعد ذلك جاء سلكان بأصحابه وأخرجوا الرجل من بيته ومشوا نحو ساعة وأجتمعوا عليه غدرا وضربوه بأسيافهم وقطعوا رأسه وحملوها معهم وآتوني بها وقد كنت أصلي فسمعت تكبيرهم يتردد بقوة : " الله أكبر " فعرفت أنهم نجحوا فى مهمتهم فقلت :" أفلحت الوجوه " فقالوا " ووجهك يا رسول الله " ثم قذفوا براسه بين يديَّ وأمرتهم أن هم تمكنوا من أي يهودي أن يقتلوه

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الطبقات الكبري ابن سعد
سيرة ابن هشام