أعترف أنني أمرت بقتل منافسي القوي مدعي النبوة اليمني الأسود العنسي عبهلة بن كعب بن غوث الذي أخرج عمالي من اليمن وملك عليها كلها نجران والطائف وصنعاء وحضرموت ، وهرب الجبناء معاذ بن جبل وأبو موسي الأشعري وخالد بن سعيد بن العاص . وقد هابه الكثيرين لقوته الشديدة وادعائه للوحي مثلي ! . بعثت كتاب إلي قائد جيشه فيروز الديلمي ـ وهو أحد أتباعي ـ بأن يقتله بأي طريقة يراها مناسبة ، فأختار فيروز الغدر سبيلا لقتله ويعاونه فى ذلك قيس بن مشكوح البجلي ـ كان الأسود قد سبي أختا له ـ وداذويه الفارسي بالإضافة إلي إزاد زوجة الأسود العنسي نفسه وابنة عم فيروز الديلمي والزوجة السابقة لشهبر بن باذام المتولي علي صنعاء و الذي قتله الأسود التي لولاها ما كانت المؤامرة لتنجح فهي التي اختارت الوقت المناسب وجعلت فيروز وقيس وداذويه ينقبان البيت من الخلف بعد أن نقبّه فيروز من الداخل أولا وهرب بمساعدتها بعد كشفه من قبل الأسود ، فكان لابد للمؤامرة أن تكتمل فى نفس الليلة وهذا ما حدث فبعد أن سقت إزاد الأسود الخمر جعلت أصحابها يدخلون عليه أثناء نومه فضربوه بالسيوف وحزوا رأسه واثناء ذلك خار الأسود خوارا أشد من الثور الذي يذبح فأتي الحرس ليستفسروا فخرجت لهم إزاد وقالت لهم إن النبي يوحي له ! فانصرف الحرس تاركين النبي لشأنه مع الوحي . وقد جائني الخبر من أحد أتباعي سرا ولكني أذعت أن السماء هي التي أوحت لي بأن الأسود قد قُتل فقلت لأتباعي : " قُتل العنسي البارحة ، قتله رجل مبارك هو فيروز "
ــــــــــــــــــــــــــــــ
البداية والنهاية ابن كثير
تاريخ ابن خلدون الفصل الأول
شذرات الذهب ، ابن عماد الحنبلي