الثلاثاء، 25 مايو 2010

إعترافات الذبح 10 ) قتل رفاعة بن قيس الجشمي

أعترف أنه قد جائني شخص يدعي ابن أبي حدرد الأسلمي يسألني أن أعينه علي الزواج مرة أخري حيث انه قد تزوج إمرأة من قومه ويريد الزواج ثانية . فسألته : " كم أصدقت ؟ " قال : " مائتي درهم يا رسول الله " قلت : " سبحان الله لو كنتم تأخذون الدراهم من بطن واد ما زدتم والله ما عندي ما أعينك به " ولكنني فكرت فى كيفية استغلال هذا المغفل ، الذي يطمع فى زيجة أخري ، بالتخلص من خصمي رفاعة بن قيس الحشمي المقيم بالغابة والذي يعد العدة ويجهز الرجال لمحاربتي . فأرسلت له ابن أبي حدرد الأسلمي ومعه رجلين أخرين من أتباعي كي يأتوني برأسه ، علي أن نحل مشكلة زواج بن أبي حدرد مكافأة له إذا أفلح فى المهمة التي هو بصدد القيام بها . ذهب الرجال الثلاثة إلي الغابة ، وكمن ابن أبي حدرد مختبئا حتي حان الظلام خلف بضعة شجيرات بينما صاحبيه فى الجهة الأخري متفقين علي اشارة التكبير. أي أنهم حينما يسمعون ابن أبي حدرد يردد الله أكبر يعرفون انه قد اتم المهمة فينطلقون صوب البحث عن الغنائم . وتشاء الصدفة أن يكون أحد الرعاة من رجال رفاعة بن قيس قد أبطأ فى العودة إليه فخرج للبحث عنه وحده رافضا مبادرة أصحابه بالخروج بدلا عنه أو معه . وعند مروره بالموضع الذي يكمن فيه ابن أبي حدرد ، انطلق سهم هذا الأخير مصيبا موضع القلب مباشرة جاعلا إياه يسقط علي الأرض . خرج ابن أبي حدرد من مكمنه ذاهبا إليه محتزا عنقه بسيفه وهو يردد " الله أكبر " سامعا ترديد صاحبيه : " الله أكبر " . ثم هجموا علي البعير والغنم وساقوهم معهم وقدموا إليّ بكل هذا بالإضافة إلي رأس رفاعة بن قيس المقطوع . فاحتفظت لنفسي بالنصيب الأكبر من الغنائم وأعطيت ابن أبي حدرد ثلاثة عشر بعيرا لتعينه علي الزواج .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

سيرة ابن هشام

تاريخ الطبري

السبت، 8 مايو 2010

إعترافات الذبح 9 ) محاولة قتل ذي الثدية


أعترف أنني أمرت بقتل ذي الثدية وهو رجل صالح لم يفعل أي شئ يستحق عليه القتل ولكن هي الغيرة ليس أكثر ! نعم شعرت بالغيرة والغيظ حينما قال لي أنس بن مالك وأخرون عن رجل يعجبهم تعبده وتقربه إلي الله وصلاته الدائمة ولكنني لم أعرفه من وصفه ولكن تشاء المصادفة أن يأتي هذا الرجل ، ذي الثدية ، وهم يكلمونني عنه فلم أجد شيئا أقوله فى حق الرجل كي أجعلهم يكرهونه ولا يعجبون بأحد غيري سوي أن أقول : " إنكم لتخبروني عن رجل إن في وجهه لسفعة من الشيطان " ولكن ما غاظني أكثر وجعلني أريد قتل الرجل هو استهانته التامة بي ، إذ مر من علينا دون حتي أن يلقي التحية . فأدركت أن ذلك الرجل يشعر انه أفضل مني وذلك بالطبع يحرجني أمام الأتباع ، وعندما استوقفته سائلا إياه : " أنشدك الله هل قلت حين وقفت على المجلس: ما في القوم أحد أفضل مني أو خير مني؟ " قال : " أللهم نعم " ثم دخل المسجد يصلي هذا الإعتراف الصريح أمام أتباعي جعلني فى قمة الغيظ من هذا المغرور. فقلت لأتباعي وأنا أكاد أموت من الغيظ : " من يقتل الرجل ؟ " فقال أبو بكر : " أنا " ثم دخل عليه فوجده يصلي فكره أن يقلته هكذا قائلا : " سبحان الله! أقتل رجلا يصلي، وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل المصلين " وخرج خائبا وعندما سألته : " ما فعلت ؟ " قال : " كرهت أن أقتله وهو يصلي وأنت قد نهيت عن قتل المصلين " اللعنة ! أبو بكر يذكّرني بما قلته سابقا . صحت وأنا مغتاظ جدا : "من يقتل الرجل ؟ " فقال عمر : " أنا " ودخل المسجد فوجد الرجل ساجدا فقال عمر : " أبو بكر أفضل مني " وخرج خائبا هو أيضا ولما سألته عما وراءه قال : " وجدته واضعا وجهه لله فكرهت أن أقتله " فقلت وأنا أكاد أموت من الغيظ : " من يقتل الرجل ؟ " فقال علي : " أنا " ولكنه رجع هو أيضا خائبا مثل سابقيه متعللا بأنه لم يدرك الرجل قائلا : " وجدته قد خرج " ومن أجل أن يطيعوني فيما بعد فى أي وضع أو حالة قلت موبخا لهم : " لو قُتل ما اختلف من أمتي رجلان كان أولهم وآخرهم
ــــــــــــــــــــــــــــ
الصارم المسلول فى شتائم الرسول ، ابن تيمية
تاريخ ابن كثير

الأحد، 2 مايو 2010

إعترافات الذبح 8 ) قتل عقبة بن أبي معيط صبرا


أعترف بأنني أمرت بحبس عقبة بن أبي معيط بعد أن تم أسره من قبل عبد الله بن سلمي أحد بني العجلان من حلفاء الأنصار وقُتل فى يوم أحد . أسر بن أبي معيط فى غزوة بدر ، وقد حبسته حتي الموت صبرا أي جوعا فقد منعت عنه الأكل حتي الموت . وقد كان من أعلام مكة وأحد قادتها ، كان يأتي إلي مجلسي يستمع إلي أكاذيبي وقد كاد أن يصبح تابعا ويدخل فى الإسلام لولا صديقه أُبي بن خلف الذي أتي وعنّفه قائلا "ألم يبلغني أنك جالست محمدًا وسمعتَ منه؟! وجهي من وجهك حرام أن أكلمك ) واستغلظ من اليمين) إن أنت جلستَ إليه أو سمعتَ منه، أو لم تأته فتتفل في وجهه" فجائني بن أبي معيط وأمام الجميع بصق فى وجهي . والحق أنني لم أنسَ أمر هذه البصقة أبدا وظللت ناويا علي الانتقام حتي حانت الفرصة وأتوا لي به أسيرا فدخلت عليه فى محبسه لأتشفي فيه وهو علي وشك الموت فسألني قبل أن أتركه : " يا محمد من للصبية " يقصد أن يسألني من سيرعي أبناءه الصغار بعد موته فرددت عليه : " للنار" وقد تم تنفيذ ما أمرت وهي أبشع ميتة يمكن أن يلقاها إنسان ، أن يموت جوعا .

ــــــــــــــــــــــــــــ

سيرة ابن هشام